فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

مهصل‏:‏ حمار مُهْصُلٌ‏:‏ غليظ كبُهْصُلٍ؛ قال ابن سيده‏.‏ وأَرى الميم بدلاً‏.‏

مول‏:‏ المالُ‏:‏ معروف ما مَلَكْتَه من جميع الأَشياء‏.‏ قال سيبويه‏:‏ من شاذ

الإِمالة قولهم مال، أَمالُوها لشبه أَلفها بأَلف غَزَا، قال‏:‏ والأَعرف

أَن لا يمال لأَنه لا علَّة هناك توجب الإِمالة، قال الجوهري‏:‏ ذكر بعضهم

أَن المال يؤنث؛ وأَنشد لحسان‏:‏

المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذوِي حَسَبٍ، وقد تُسَوِّد غير السيِّد المالُ

والجمع أَمْوال‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نهى عن إِضاعة المال؛ قيل‏:‏ أَراد به الحيوان أَي يُحْسَن إِليه ولا يهمَل، وقيل‏:‏ إِضاعته إِنفاقه في الحرام

والمعاصي وما لا يحبه الله، وقيل‏:‏ أَراد به التبذير والإِسْراف وإِن كان في حَلال مُباح‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ المال في الأَصل ما يُملك من الذهب والفضة ثم أُطلِق على كل ما يُقْتَنَى ويملَك من الأَعيان، وأَكثر ما يُطلق المال

عند العرب على الإِبل لأَنها كانت أَكثر أَموالهم‏.‏

ومِلْت بعدنا تَمال ومُلْت وتَمَوَّلْت، كله‏:‏ كثُر مالُك‏.‏ ويقال‏:‏

تَمَوَّل فلان مالاً إِذا اتَّخذ قَيْنة

؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ فليأْكُلْ منه غير مُتَمَوِّل مالاً وغير مُتَأَثِّل مالاً، والمعنيان مُتقارِبان‏.‏ ومالَ الرجل يَمُول ويَمَالُ مَوْلاً ومُؤولاً إِذا

صار ذا مالٍ، وتصغيره مُوَيْل، والعامة تقول مُوَيِّل، بتشديد الياء، وهو رجلٌ مالٌ، وتَمَوَّلَ مثله ومَوَّلَه غيره‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما جاءَك منه

وأَنتَ غيرُ مُشْرِف عليه فَخْذْه وتَموّله أَي اجعله لك مالاً‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وقد تكرّر ذكر المال على اختلاف مُسَمَّياتِه في الحديث ويُفرَق

فيها بالقَرائن‏.‏ ورجلٌ مالٌ‏:‏ ذو مالٍ، وقيل‏:‏ كثيرُ المال كأَنه قد جَعل

نفسَه مالاً، وحقيقته ذو مالٍ؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

إِذا كان مالاً كان مالاً مُرَزَّأً، ونال ندَاه كلُّ دانٍ وجانِب

قال ابن سيده‏:‏ قال سيبويه مال إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينُه، وإِما

أَن يكون فَعْلاً من قوم مالةٍ ومالِينَ، وامرأَة مالةٌ من نسوة مالةٍ

ومالاتٍ‏.‏ وما أَمْوَلَهُ أَي ما أَكثر مالَهُ‏.‏ قال ابن جني‏:‏ وحكى الفراء عن

العرب رجل مَئِلٌ إِذا كان كثير المال، وأَصلُها مَوِل بوزن فَرِقٍ

وحَذِرٍ، ثم انقلبت الواو أَلِفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت مالاً، ثم إِنهم أَتوا بالكسرة التي كانت في واو مَوِل فحركوا بها الأَلف في مالٍ

فانقلبت همزة فقالوا مَئِل‏.‏ وفي حديث مُصْعَب بن عمير‏:‏ قالت له أُمُّه

والله لا أَلبَس خِماراً ولا أَستظِلُّ أَبداً ولا آكل ولا أَشرب حتى تَدَعَ

ما أَنتَ عليه، وكانت امرأَة مَيِّلة أَي ذات مال‏.‏ يقال‏:‏ مالَ يَمالُ

ويَمول فهو مالٌ ومَيِّل، على فَعْل وفَيْعِل، قال‏:‏ والقياس مائِلِ‏.‏ وفي حديث الطفيل‏:‏ كان رجلاً شريفاً شاعراً مَيِّلاً أَي ذا مالٍ‏.‏ ومُلْتُه‏:‏

أَعطيته المال‏.‏ ومالُ أَهلِ البادية‏:‏ النَّعَمُ‏.‏

والمُولةُ‏:‏ العنكبوت؛ أَبو عمرو‏:‏ هي العنكبوت والمُولةُ والشَّبَثُ

والمِنَنَة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ زعم قوم أَن المُولَ العنكبوت، الواحدة مُولةٌ؛ وأَنشد‏:‏

حاملة دَلْوك لا محمولَهْ، مَلأَى من المال كعَيْن المُولَهْ

قال‏:‏ ولم أَسمعه عن ثِقَة‏.‏

ومُوَيْل‏:‏ من أَسماء رَجَب؛ قال ابن سيده‏:‏ أَراها عادِيَّة‏.‏

د تُبِينُه إِذا حرَّكته‏.‏ ابن شميل‏:‏ المُهْل عندهم المَلَّة إِذا حَمِيت

جدًّا رأَيتها تَمُوج‏.‏ والمُهْلُ والمَهْلُ والمُهْلةُ‏:‏ صديد الميت‏.‏ وفي الحديث عن أَبي بكر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه أَوْصى في مرضه فقال‏:‏ ادفِنوني

في ثوبيَّ هذين فإِنما هما للمُهْل التراب؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ المُهْل في هذا الحديث الصديدُ والقيحُ، قال‏:‏ والمُهْل في غير هذا كلُّ فِلِزٍّ

أُذِيبَ، قال‏:‏ والفِلِزُّ جواهرُ الأَرض من الذهب والفضة والنُّحاس، وقال أَبو

عمرو‏:‏ المُهْل في شيئين، هو في حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، القيحُ

والصديدُ، وفي غيره دُرْدِيُّ الزيت، لم يعرف منه إِلاَّ هذا، وقد قدَّمنا

أَنه روي في حديث أَبي بكر المُهْلة والمِهْلة، بضم الميم

وكسرها، وهي ثلاثَتُها القيحُ والصديدُ الذي يذُوب

فيَسيل من الجسد، ومنه قيل للنُّحاس الذائب مُهْل‏.‏

والمَهَلُ والتمَهُّل‏:‏ التقدُّم‏.‏ وتمهَّل في الأَمر‏:‏ تقدَّم فيه‏.‏

والمُتْمَهِلّ والمُتْمَئلّ، الهمزة بدل من الهاء‏:‏ الرجلُ الطويلُ المعتدلُ، وقيل‏:‏ الطويلُ المنتصبُ‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ التمَهُّل التقدُّم‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

الماهِلُ السريع، وهو المتقدِّم‏.‏ وفلان ذو مَهَل أَي ذو تقدُّم في الخير

ولا يقال في الشرِّ؛ وقال ذو الرمة‏:‏

كم فيهمُ من أَشَمِّ الأَنْفِ ذي مَهَلٍ، يأْبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغم الضاري

أَي تقدُّمٍ في الشرَف والفضل‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ يقال أَخذ فلان على فلان

المُهْلةَ إِذا تقدَّمه في سِنٍّ أَو أَدبٍ، ويقال‏:‏ خُذِ المُهْلةَ في أَمْرك أَي خذ العُدَّة؛ وقال في قول الأَعشى‏:‏

إِلا الذين لهم فيما أَتَوْا مَهَلُ

قال‏:‏ أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بالموضع‏.‏ ويقال‏:‏ مَهَلُ الرجلِ‏:‏

أَسْلافُه الذين تقدّموه، يقال‏:‏ قد تقدّم مَهَلُك قبلك، ورَحِم الله مَهَلَك‏.‏ بن الأَعرابي‏:‏ روي عن عليٍّ، عليه السلام، أَنه لما لَقِيَ الشُّراةَ

قال لأَصحابه‏:‏ أَقِلُّوا البِطْنةَ وأَعْذِبوا، وإِذا سِرْتم إِلى العدوِّ

فَمَهْلاً مَهْلاً أَي رِفْقاً رِفْقاً، وإِذا وقعت العين على العين

فَمَهَلاً مَهَلاً أَي تقدُّماً تقدُّماً، الساكن الرفق، والمتحرك التقدُّم، أَي إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا وإِذا لَقِيتم فاحمِلوا‏.‏ وقال الجوهري‏:‏

المَهَل، بالتحريك، التُّؤدة والتباطُؤ، والاسم المُهْلة‏.‏ وفلان ذو مَهَل، بالتحريك، أَي ذو تقدُّم في الخير، ولا يقال في الشر‏.‏ يقال‏:‏ مَهَّلْته

وأَمْهَلْته أَي سكَّنته وأَخَّرته‏.‏ ومنه حديث رُقَيْقة‏:‏ ما يبلُغ سَعْيُهم

مَهَلَه أَي ما يبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه؛ وقول أُسامة بن الحرث الهذلي‏:‏

لَعَمْري لقد أَمْهَلْت في نَهْي خالدٍ

عن الشام، إِمّا يَعْصِيَنَّك خالد

أَمْهَلْت‏:‏ بالغت؛ يقول‏:‏ إِن عصاني فقد بالغت في نهيه‏.‏ الجوهري‏:‏

اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالاً أَي اعتدلَ وانتصَب؛ قال الراجز‏:‏

وعُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ

أَي منتصِب؛ وقال القحيف‏:‏

إِذا ما الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم، نَمَا النِّيُّ في أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ

وقال معن بن أَوس‏:‏

لُباخِيَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها،

نَمَتْ في نَعيمٍ، واتْمَهَلَّ بها الجسم

وقال كعب بن جعيل‏:‏

في مكانٍ ليس فيه بَرَمٌ، وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ

وقال حبيب بن المرّ قال العبدي‏:‏

لقد زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً

لَعُوباً تُناغِيهِ، إِذا ما اتْمَهَلَّتِ‏.‏

وقال عُقبة بن مُكَدّم‏:‏

في تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ، مُتَمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ

والاتْمِهْلال أَيضاً‏:‏ سكون وفتور‏.‏ وقولهم‏:‏ مَهْلاً يا رجل، وكذلك

للاثنين والجمع والمؤنث، وهي موحدة بمعنى أَمْهِل، فإِذا قيل لك مَهْلاً، قلت

لا مَهْلَ والله، ولا تقل لا مَهْلاً والله، وتقول‏:‏ ما مَهْلٌ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً؛ قال الكميت‏:‏

أَقُولُ له، إِذا ما جاء‏:‏ مَهْلاً

وما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول

وهذا البيت

أَورده الجوهري‏:‏

أَقول له إِذ جاء‏:‏ مهلاً

وما مَهْل بواعظة الجهول

قال ابن بري‏:‏ هذا البيت نسبه الجوهري للكميت وصدره لجامع بن مُرْخِيَةَ

الكِلابيِّ، وهو مُغَيَّر ناقص جزءاً، وعَجُزه للكميت ووزنهما مختلفٌ‏:‏

الصَّدْرُ من الطويل والعَجُز من الوافر؛ وبيت جامع‏:‏

أَقول له‏:‏ مَهْلاً، ولا مَهْلَ عنده، ولا عنْدَ جارِي دَمْعِهِ المُتَهَلِّل

وأَما بيت الكميت فهو‏:‏

وكُنَّا، يا قُضاع، لكم فَمَهْلاً، وما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ

فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزوناً، وقال الليث‏:‏ المَهْلُ السكينة

والوَقار‏.‏ تقول‏:‏ مَهْلاً يا فلانُ أَي رِفْقاً وسكوناً لا تعجل، ويجوز لك

كذلك ويجوز التثقيل؛ وأَنشد‏:‏

فيا ابنَ آدَمَ، ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ‏؟‏

لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ

وقال الله عز وجل‏:‏ فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم؛ فجاء باللغتين أَي

أَنْظِرْهُمْ‏.‏

ميكائيل‏:‏ مِيكائيلُ ومِيكائين‏:‏ من أَسماء الملائكة‏.‏

نأل‏:‏ النَّأَلانُ‏:‏ ضرب من المشي كأَنه يَنْهَض برأْسه إِلى فَوْقُ‏.‏

نأَلَ يَنْأَلُ نأْلاً ونئِيلاً ونأَلاناً‏:‏ مشَى ونَهَض برأْسه يحركه إِلى

فوق مثل الذي يَعْدُو وعليه حِمْل ينهَض به، وقد صحَّف الليث النَّأَلان

فقال‏:‏ التَّأَلان؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا تصحيف فاضح‏.‏ ونَأَلَ الفرسُ يَنْأَل

نَأْلاً، فهو نَؤُول‏:‏ اهتزَّ في مِشْيَته، وضَبُع نَؤول كذلك؛ قال ساعدة

بن جؤية‏:‏

لها خُفَّان قد ثُلِبا، ورأْس

كرأْس العُود، شَهْرَبةٌ نَؤُولُ

ونَأَلَ أَن يفعل أَي ينبغي‏.‏

نأجل‏:‏ الليث‏:‏ النَّأْجِيلُ الجَوْزُ الهنديُّ، قال‏:‏ وعامة أَهل العراق

لا يهمزونه، وهو مهموز؛ قال الأَزهري‏:‏ وهو دخيل

، والله أَعلم‏.‏

نأدل‏:‏ النِّئْدِلُ‏:‏ الداهية، والله أَعلم‏.‏

نأرجل‏:‏ النَّأْرَجِيل، بالهمز‏:‏ لغة في النَّارَجِيلُ، وقد ذكر‏.‏

نأطل‏:‏ النِّئْطِلُ‏:‏ الداهية الشَّنْعاءُ؛ رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي‏.‏

ورجل نِئْطِلٌ‏:‏ داهٍ‏.‏

نأمل‏:‏ النَّأْمَلةُ‏:‏ مَشْيُ المُقيَّد، وقد نأْمَلَ‏.‏

نبل‏:‏ النُّبْل، بالضم‏:‏ الذَّكاءُ والنَّجابة، وقد نَبُلَ نُبْلاً

ونَبالة وتَنَبَّل، وهو نَبِيلٌ ونَبْلٌ، والأُنثى نَبْلة، والجمع نِبالٌ، بالكسر، ونَبَلٌ، بالتحريك، ونَبَلة‏.‏ والنَّبِيلة‏:‏ الفَضِيلة

، وأَما النَّبالة فهي

أَعمّ تجري مَجْرَى النُّبْل، وتكون مصدراً للشيء النَّبيل الجسيم؛ وأَنشد‏:‏

كَعْثَبُها نَبِيلُ

قال‏:‏ وهو يَعيبها بهذا، قال‏:‏ والنَّبَلُ في معنى جماعة النَّبيل، كما

أَن الأَدَم جماعة الأَدِيم، والكَرَم قد يجيء جماعة الكريم‏.‏ وفي بعض

القول‏:‏ رجل نَبْل وامرأَة نَبْلة وقوم نِبالٌ، وفي المعنى الأَول قوم نُبَلاء‏.‏

الجوهري‏:‏ النُّبْل والنَّبالة الفَضْل، وامرأَة نَبِيلة في الحسن

بَيِّنة النَّبالة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة امرأَة‏:‏

ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ، إِلاَّ لِحُسنِ الخَلْق والنَّبالَهْ

وكذلك الناقة في حسن الخَلْق‏.‏ وفرسٌ نَبِيل المَحْزِم‏:‏ حَسَنه مع غلظ؛ قال عنترة‏:‏

وَحَشيّتي سَرْجٌ على عَبْل الشَّوَى، مهدٍ مراكِلُهُ، نَبِيلِ المَحْزِمِ

وكذلك الرجل؛ أَنشد ثعلب في صفة رجل‏:‏

فقامَ وَثَّابٌ نَبيلٌ مَحْزِمُهْ، لم يَلْقَ بُؤْساً لحمه ولا دَمُهْ

ويقال‏:‏ ما انتَبَلَ نَبْلَهُ إِلاَّ بأَخَرةٍ، ونُبْلَه ونَبَالَه كذلك

أَي لم يَنْتَبِه له وما بالي به؛ قال يعقوب‏:‏ وفيها أَربع لغات‏:‏ نُبْلَه

ونَبالَهُ ونَبالتَه ونُبالَتَه؛ قال ابن بري‏:‏ اللغات الأَربع التي ذكرها

يعقوب إِنما هي نُبْلَه ونَبْلَه ونَبالَه ونَبالَتَه لا غير‏.‏ وأَتاني

فلانٌ وأَتاني هذا الأَمر وما نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَي ما شعَرْت به ولا أَردته؛ وقال اللحياني‏:‏ أَتاني ذلك الأَمر وما انتَبَلْت نُبْلَه

ونُبْلَتَه؛ قال‏:‏ وهي لغة القَناني، ونَبالَه ونَبالَته أَي ما علمت به، قال‏:‏

وقال بعضهم معناه ما شَعرْت به ولا تهيَّأْت له ولا أَخذت أُهْبَتَه، يقال ذلك للرجل يغْفُل عن الأَمر في وقته ثم ينتبه له بعد إِدْباره‏.‏ وفي حديث النضر بن كَلْدة‏:‏ والله يا معْشَر قريش لقد نزل بكم أَمر ما ابْتَلْتم

بَتْلَه؛ قال الخطابي‏:‏ هذا خطأ والصواب ما انتَبَلْتم نُبْله أَي ما

انتبهتم له ولم تعلموا علمه، تقول العرب‏:‏ أَنذرتك الأَمر فلم تَنْتَبِل

نَبْله أَي ما انتبهت له، والله أَعلم‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ النُّبْلة اللُّقْمة الصغيرة وهي المَدَرَة الصغيرة‏.‏

الجوهري‏:‏ والنُّبْلة العطيَّة‏.‏ والنَّبَل‏:‏ الكِبارُ؛ قال بشر‏:‏

نَبِيلة موضع الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ، وفي الكَشْحَيْن والبطْن اضْطِمار

والنَّبَلُ أَيضاً‏:‏ الصِّغار، وهو من الأَضداد‏.‏ والنَّبَل‏:‏ عِظام

الحجارة والمَدَر ونحوهما وصغارها ضدّ، واحدتها نَبَلة، وقيل‏:‏ النَّبَل العِظام

والصِّغار من الحجارة والإِبل والناس وغيرهم‏.‏ والنَّبَلُ‏:‏ الحجارة التي

يُسْتنجى بها؛ ومنه الحديث‏:‏ اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَل؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وبعضهم يقول النُّبَل؛ قال ابن الأَثير‏:‏ واحدتها نُبْلة

كغُرْفة وغُرَف، والمحدثون يفتحون النون والباء كأَنه جمع نبيل في التقدير؛ والنَّبَل، بالفتح، في غير هذا الكِبار من الإِبل والصغار، وهو من الأَضداد‏.‏ ونبَّلَه نُبَلاً‏:‏ أَعطاه إِياها يستنجي بها، وتَنَبَّلَ بها‏:‏

اسْتَنْجى؛ قال الأَصمعي‏:‏ أَراها هكذا بضم النون وفتح الباء‏.‏ يقال‏:‏ نَبِّلْني

أَحجاراً للاستنجاء أَي أَعطنيها، ونَبِّلني عَرْقاً أَي أَعطنيه‏.‏ قال

أَبو عبيد‏:‏ المحدثون يقولون النَّبَل، بفتح النون، قال‏:‏ ونراها سميت نَبَلاً

لصغرها، وهذا من الأَضداد في كلام العرب أَن يقال للعِظام نَبَل وللصغار

نَبَل‏.‏ وحكى ابن بري عن ابن خالويه‏:‏ النَّبَل جمع نابِل وهي الحذَّاق

بعمَل السلاح‏.‏ والنَّبَل‏:‏ حجارة الاستنجاء، قال‏:‏ ويقال النُّبَل، بضم

النون؛ قال محمد بن إِسحق بن عيسى‏:‏ سمعت القاسم بن معن يقول‏:‏ إِن رجلاً من العرب توُفِّيَ فوَرِثه أَخوه فعيَّره رجل بأَنه فرِح بموت أَخيه لمَّا ورثه

فقال الرجل‏:‏

أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأن أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا‏؟‏

إِن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً، جَزْءُ، فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلا

يقول‏:‏ أَأَفْرَح بصِغار الإِبل وقد رُزِئْت بكِبار الكِرام‏؟‏ قال‏:‏ وبعضهم

يَرْويه نُبَلا، يريد جمع نُبْلة، وهي العظيمة؛ قال ابن بري‏:‏ الشعر

لحضْرَميِّ بني عامر، والنَّبَل في الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام، قال‏:‏ فنَرى

أَن حجارة الاستنجاء سُمِّيت نَبَلاً لصَغارتها‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ كلما

ناولْت شيئاً ورَميته فهو نَبَل، قال‏:‏ وفي هذا طريق آخر‏:‏ يقال ما كانت

نُبْلَتك من فلان فيما صنعْت أَي ما كان جَزاؤُك وثوابُك منه، قال‏:‏ وأَما ما

روي شَصائصاً نَبَلا، بفتح النون، فهو خطأ والصحيح نُبَلا، بضم النون‏.‏

والنُّبَلُ ههنا‏:‏ عِوَضٌ مما أُصِبْت به، وهو مردود إِلى قولنا ما كانت

نُبْلَتُك من فلان أَي ما كان ثوابُك‏.‏ وقال أَبو حاتم فيما أَلَّفه من الأَضداد‏:‏ يقال ضَبٌّ نَبَلٌ وهو الضخم، وقالوا‏:‏ النَّبَل الخسيسُ؛ قاله أَبو

عبيد وأَنشد‏:‏

أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا

بفتح النون؛ قال أَبو منصور‏:‏ أَما الذي في الحديث وأَعِدُّوا النُّبَل، فهو بضم النون، جمع النُّبْلة وهو ما تَناولْته من مَدَرٍ أَو حجَر، وأَما النَّبَل فقد جاء بمعنى النَّبيل الجسيم وجاء بمعنى الخسيس، ومن هذا

قيل للرجل القصير تِنْبَل وتِنْبال؛ وأَنشد أَبو الهيثم بيت طرفة‏:‏

وهو بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِيلُ‏.‏

فقال‏:‏ قال بعضهم نَبيل أَي عاقل، وقيل‏:‏ حاذِق، وهو نبيلُ الرأْي أَي

جيِّده، وقيل‏:‏ نبيل أَي رفيق بإِصلاح عِظام الأُمور‏.‏ واسْتَنْبَل المالَ‏:‏

أَخذ خِيارَه‏.‏ ونُبْلة كل شيء‏:‏ خِيارُه، والجمع نُبُلات مثل حُجْرة

وحُجُرات؛ وقال الكميت‏:‏

لآلئ، من نُبُلاتِ الصِّوا

رِ، كحْلَ المَدامِع لا تَكْتَحِل

أَي خِيار الصِّوار، شبَّه البقر الوَحْشِيَّ باللآلئ؛ وقوله أَنشده

ابن الأَعرابي‏:‏

مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَلا

قال ابن سيده‏:‏ لم يفسره إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ من ذلك لما قدَّمته من أَن النَّبَل الصغارُ، أَو أَكبرَ لما قدَّمت من أَن النَّبَل الكِبارُ، وإِن كان ذلك ليس له فعل‏.‏

والتِّنْبالُ والتِّنْبالةُ؛ القصير بَيِّن التِّنْبالة، ذهب ثعلب إِلى

أَنه من النَّبَل، وجعله سيبويه رباعيّاً‏.‏

والنَّبْلُ‏:‏ السهام، وقيل‏:‏ السِّهامُ العربية، وهي مؤنثة لا واحد له من لفظه، فلا يقال نَبْلة وإِنما يقال سهم ونشَّابة؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ وقال

بعضهم واحدتها نَبْلة، والصحيح أَنه لا واحد له إِلا السَّهْم؛ التهذيب‏:‏

إِذا رجعوا إِلى واحدة قيل سهم؛ وأَنشد‏:‏

لا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بكسره‏.‏

وحكي نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال؛ قال الشاعر‏:‏

وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ

بأَنْبالٍ، مَرَقْنَ من السَّوادِ

وأَنشد ابن بري على نِبال قولَ أَبي النجم‏:‏

واحْبِسْنَ في الجَعْبةِ من نِبالها

وقول اللَّعِين‏:‏

ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبال‏.‏

وقال الفراء‏:‏ النَّبْل بمنزلة الذَّوْد‏.‏ يقال‏:‏ هذه النَّبْلُ، وتصغَّر

بطرح الهاء، وصاحبها نابلٌ‏.‏ ورجل نابِلٌ‏:‏

ذو نَبْلٍ‏.‏ والنابِلُ‏:‏ الذي يعمَل النَّبْلَ، وكان حقه أَن يكون

بالتشديد، والفعل النِّبالةُ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ رجل نابلٌ ونَبَّال إِذا كان معه

نَبْل، فإِذا كان يعملها قلت نابِلٌ‏.‏ ونابَلْتُه فَنَبَلْته إِذا كنت أَجودَ

نَبْلاً منه، قال‏:‏ وقد يكون ذلك في النُّبْل أَيضاً، وتقول‏:‏ هذا رجل

مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كان معه نَبْل‏.‏ وتَنَبَّل أَيضاً أَي تكلَّف

النُّبْل‏.‏ وتَنَبَّل أَي أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل؛ وأَنشد ابن بري

لأَوس‏:‏وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ

وفي المثل‏:‏ ثارَ حابِلُهم على نابِلِهم أَي أَوْقَدوا بينهم الشرَّ‏.‏

ونَبَّال، بالتشديد‏:‏ صانعٌ للنَّبْل، ويقال أَيضاً‏:‏ صاحب النَّبْل؛ قال امرؤ

القيس‏:‏

وليس بذي رُمْحٍ فيَطْعُنني به، وليس بذي سَيْف، وليس بنَبَّال

يعني ليس بذي نَبْل‏.‏ وكان أَبو حَرَّار يقول‏:‏ ليس بِنابِلٍ مثل لابن وتامِر‏.‏ قال ابن بري‏:‏ النَّبَّال، بالتشديد، الذي يعمل النَّبْل، والنابِلُ صاحب النَّبْل، هذا هو المستعمل؛ قال الراجز‏:‏

ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابِلُ، والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ

ونسب ابن الأَثير هذا القول لعاصم وقال‏:‏ نابِل أَي ذو نَبْل، قال‏:‏ وربما

جاء نَبَّال في موضع نابِل، ونابِلٌ في موضع نَبَّال‏.‏ وليس القياس؛ قال

سيبويه‏:‏ يقولون لِذِي التَّمْر واللَّبن والنَّبْل تامِر ولابِن ونابِل، وإِن كان شيء من هذا صَنْعَتَه تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال، ثم قال‏:‏ وقد

تقول لِذِي السَّيْف سَيَّاف ولِذِي النَّبْل نَبَّال، على التشبيه

بالآخر، وحِرْفَته النِّبالة‏.‏ ومُتَنَبِّل‏:‏ حامل نَبْل‏.‏

وَنَبَله بالنَّبْل يَنْبُله نَبْلاً‏:‏ رماه بالنَّبْل‏.‏ وقوم نُبَّل‏:‏

رُماةٌ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ ونَبَلَه يَنْبُله نَبْلاً وأَنْبَله، كلاهما‏:‏

أَعطاه النَّبْل‏.‏ وأَنْبَلْته سهماً‏.‏ أَعطيته‏.‏ واسْتنْبَله‏:‏ سأَله النَّبْل‏.‏

ونَبِّلْني أَي هَبْ لي نِبالاً‏.‏ واسْتَنْبَلني فلان فأَنْبَلْتُه أَي

أَعطيته نَبْلاً، وفي الصحاح‏:‏ اسْتَنْبَلَي فَنَبَلْته أَي ناولته نَبْلاً‏.‏

ونَبَل على القوم يَنْبُل‏:‏ لقط لهم النَّبْل ثم دفعها إِليهم ليرموا بها‏.‏

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ كنت أَيامَ الفِجار أَنْبُل على

عُمُومَتي، وروي‏:‏ كنت أُنَبِّل على عُمومتي يومَ الفِجَار؛ نَبَّلْت الرجل، بالتشديد، إِذا ناوَلْته النَّبْل ليرمي، وكذلك أَنْبَلْته‏.‏ وفي الحديث‏:‏

إِنّ سعداً كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد

والنبيُّ يُنَبِّلُه، وفي رواية‏:‏ وفتىً يُنَبِّلُه كلما نَفِدتْ نَبْلُه، وفي رواية‏:‏ يَنْبُلُه، بفتح الياء وتسكين النون وضم الباء؛ قال ابن الأَثير‏:‏

قال ابن قتيبة وهو غلط من نَقَلة الحديث لأَن معنى نَبَلْته أَنْبُلُه

إِذا رميته بالنَّبْل، وقال أَبو عمر الزاهد‏:‏ بل هو صحيح، يعني يقال

نَبَلْته وأَنْبَلْته ونَبَّلْته؛ ومنه الحديث‏:‏ الرامِي ومُنْبِله، ويجوز أن يريد بالمُنْبِل الذي يردُّ النَّبْل على الرامي من الهَدَف‏.‏ ونَبَلَ

بِسَهْم واحد‏:‏ رَمَى به، ورجل نابِلٌ‏:‏ حاذِق بالنَّبْل‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏

تَنابل فلان وفلان فَنَبَله فلان إِذا تَنافَرا أَيهما أَنْبَل، من النُّبْل، وأَيهما أَحذق عملاً‏.‏

ونابَلَني فلان فنَبَلْته أَي كنت أَجود نَبْلاً منه؛ قال ابن سيده‏:‏ روى

بعض أَهل العلم عن رؤبة قال سأَلناه عن قول امرئ القيس‏:‏

نَطْعُنُهم سُلْكَى ومَخْلوجةً، لَفْتَكَ لأْمين على نابِلِ‏.‏

فقال‏:‏ حدّثني أَبي عن أَبيه قال‏:‏ حدثتني عمتي وكانت في بني دارِمٍ

فقالت‏:‏ سأَلت امرأَ القيس وهو يشرب طِلاءً مع علقمة بن عَبَدة ما معنى‏:‏

كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ

فقال‏:‏ مررت بنابِلٍ وصاحبُه يناوِلُه الريش لُؤاماً وظُهاراً فما رأَيت

أَسرع منه ولا أَحسن فشبَّهت به‏.‏ التهذيب‏:‏ النابِل الذي يرمي بالنَّبْل

في قول امرئ القيس‏:‏

كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ

وقيل‏:‏ هو الذي يُسَوِّي النِّبال‏.‏ وهو من أَنْبَلِ الناس أَي أَعلمهم

بالنَّبْل؛ قال‏:‏

تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها

أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا

وفلان نابِل أَي حاذِق بما يُمارِسُه من عمل؛ ومنه قول أَبي ذؤيب يصف

عسلاً أَو نبعة‏:‏

تَدَلَّى عليها، بالحِبال مُوَثَّقاً

شديدَ الوَصاةِ، نابِلٌ وابنُ نابِلِ‏.‏

الجوهري‏:‏ والنابِلُ الحاذِق بالأَمر‏.‏ يقال‏:‏ فلان نابِل وابنُ نابِل أَي

حاذِق وابن حاذِق؛ وأَنشد الأَصمعي لذي الإِصْبع‏:‏

قَوَّمَ أَفْواقَها وتَرَّصَها

أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا

أَي أَعلَمُهم بالنَّبْل‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وكل حاذِق نابِلِ؛ قال أَبو

ذؤيب يصف عاسِلاً‏:‏

تَدَلَّى عليها، بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ، شديدُ الوَصاة نابِلٌ وابنُ نابِل

جعله ابنَ نابِل لأَنه أَحْذَق له‏.‏

وأَنْبَلَ قداحه‏:‏ جاء بها غِلاظاً جافِية؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏

وأَصابتني خُطوب تَنَبَّلَت ما عندي أَي أَخذت؛ قال اوس بن حجر‏:‏

لمَّا رأَيتُ العُدْمَ قَيَّد نائِلي، وأَمْلَقَ ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّل

تَنَبَّلتْ ما عندي‏:‏ ذهبت بما عندي‏.‏ ونَبَلَتْ‏:‏ حَمَلتْ‏.‏ ونَبَلَ الرجلَ

بالطعام ينْبُله‏:‏ علَّله به وناوله الشيء بعد الشيء‏.‏ ونَبَل به يَنْبُل‏:‏

رَفَقَ‏.‏ ولأَنْبُلَنَّك بنبالتك أَي لأَجزينك جزاءك‏.‏ والنَّبْل‏:‏ السير

الشديد السريع، وقيل‏:‏ حسْن السوق للإِبل، نَبَلَها يَنْبُلها نَبْلاً

فيهما‏.‏ ابن السكيت‏:‏ نَبَلْت الإِبل أَنْبُلها نَبْلاً إِذا سقتها سوقاً

شديداً‏.‏ ونَبَلْت الإِبل أَي قمت بمصلحتها؛ قال زفر بن الخِيار

المحاربي‏:‏لا تَأْوِيا للعِيسِ وانْبُلاها، فإِنها ما سَلِمَتْ قُواها، بَعِيدة المُصْبَحِ من مُمْساها، إِذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها، لَبِئْسَما بُطْءٌ ولا تَرْعاها

أَبو زيد‏.‏

انبُل بقومك أَي ارْفُقْ بقومك، وكل جامِعِ مَحْشورٍ أَي سيدِ جماعةٍ

يحشُرهم أَي يجمَعُهم له نُبُلٌ أَي رِفْق‏.‏ قال‏:‏ والنَّبْلُ في الحِذْق، والنَّبالةُ والنَّبْلُ في الرجال‏.‏ ويقال‏:‏ ثَمَرة نَبِيلة وقَدِح نَبِيل‏.‏

وتَنَبَّل الرجلُ والبعيرُ‏:‏ مات؛ وأَنشد ابن بري قول الشاعر‏:‏

فقلت له‏:‏ يَا با جُعادةَ إِنْ تَمُتْ، أَدَعْك ولا أَدْفِنْك حتى تَنَبَّل

والنَّبِيلة‏:‏ الجِيفةُ‏.‏ والنَّبِيلةُ‏:‏ المَيْتةُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

انْتَبَل إِذا مات أَو قَتَل ونحو ذلك‏.‏ وأَنْبَله عُرْفاً‏:‏ أَعطاه إِيَّاه‏.‏

والتِّنْبال‏:‏ القصير‏.‏

نتل‏:‏ نَتَل من بين أَصحابه يَنْتِل نَشْلاً ونَتَلاناً ونُتُولاً

واسْتَنْتَل‏:‏ تقدَّم‏.‏ واسْتَنْتَل القومُ على الماء إِذا تقدَّموا‏.‏ والنَّتْل‏:‏

هو التَّهَيُّؤُ في القُدوم‏.‏ وروي عن أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، أَنه سُقِيَ لَبَناً ارْتاب به أَنه لم يحلَّ له شُربه فاسْتَنْتَل

يَتَقَيَّأُ أَي تقدَّم‏.‏ واسْتَنْتَل للأَمر‏:‏ استعدَّ له‏.‏ أَبو زيد‏:‏ اسْتَنْتَلْت

للأَمر اسْتِنْتالاً وابْرَنْتَيْت ابْرِنْتاءً وابْرَنْذَعْت

ابْرِنْذاعاً كل هذا إِذا استعدَدْت له‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ النَّتْل التقدُّم في الخير والشر‏.‏ وانْتَتَل إِذا سبق، واسْتَنْتَل من الصفِّ إِذا تقدَّم

أَصحابه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه رأَى الحسن يلعب ومعه صِبْية في السِّكّة فاسْتَنْتَل

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمامَ القوم أَي تقدَّم‏.‏ وفي الحديث‏:‏

يُمَثَّل القرآنُ رجلاً فيُؤتى بالرجل كان قد حمله مُخالفاً له

فَيَنْتَتِل خصماً له أَي يتقدَّم ويستعدّ لخصامه، وخصماً منصوب على الحال‏.‏ وفي حديث أَبي بكر‏:‏ أَن ابنه عبد الرحمن بَرزَ يوم بدر مع المشركين فتركه

الناسُ لِكَرامة أَبيه، فَنَتَل أَبو بكر ومعه سيفُه أَي تقدَّم إِليه‏.‏ وفي حديث سعد بن إِبراهيم‏:‏ ما سبقَنا ابنُ شِهاب من العلم بشيء إِلاَّ كُنَّا

نأْتي المجلسَ فيَسْتَنْتِل ويشدّ ثوبه على صدره أَي يتقدّم‏.‏ والنَّتْل‏:‏

الجَذْب إِلى قدَّام‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ النَّتْلة البَيْضة وهي الدَّوْمَصَة، والنَّتْل بيض النَّعام يُدْفَن في المَفازة بالماء، والنَّتَل بالتحريك

مثله؛ وقول الأَعشى يصف مَفازة‏:‏

لا يَتَنَمَّى لها في القَيْظِ يَهْبِطُها

إِلاَّ الذين لهم، فيما أَتَوْا، نَتَلُ

قال‏:‏ زعموا أَن العرب كانوا يملؤون بيضَ النعام ماءً في الشتاء

ويدفنونها في الفَلَوات البعيدة من الماء، فإِذا سلكوها في القَيْظ استثاروا

البيضَ وشربوا ما فيها من الماء، فذلك النَّتَل‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ أَصلُ

النَّتْل التقدُّم والتهَيُّؤ للقدوم، فلما تقدَّموا في أَمر الماء بأَن جعلوه

في البيض ودفنوه سمي البيض نَتْلاً‏.‏

وتَناتَل النبتُ‏:‏ التَفَّ وصار بعضه أَطول من بعض؛ قال عدي بن الرِّقاع‏:‏

والأَصلُ يَنْبُت فرْعُه مُتَناتِلاً، والكفُّ ليس نَباتُها بسَواء

وناتَلُ، بفتح التاء‏:‏ اسم رجل من العرب‏.‏ وناتِل‏:‏ فرس ربيعة

بن عامر‏.‏ ونَتْلة ونُتَيْلة‏:‏ وهي أُم العباس وضرار ابني عبد المطلب إِحدى

نساء بني النَّمِر ابن قاسِط، وهي نُتَيلة بنت خبَّاب

بن كليب بن مالك ابن عمرو‏.‏ بن زيد مَناة بن عامر، وهو الضَّحْيان من النَّمِر بن قاسِط

بن ربيعة؛ وأَما قول أَبي النجم‏:‏

يَطُفْن حَوْلَ نَتَلٍ وَزْوارِ

فيقال‏:‏ هو العبد الضخم؛ قال ابن بري ورواه ابن جني‏:‏

يَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإِ وَزْوارِ

والوَزَأُ‏:‏ الشديد الخلْق القصيرُ السمينُ‏.‏ والوَزْوازُ‏:‏ الذي يحرِّك

اسْتَه إِذا مشى ويُلَوِّيها‏.‏

نثل‏:‏ نَثَلَ الرَّكِيَّة يَنْثِلُها نَثْلاً‏:‏ أَخرج تُرابها، واسم

التراب النَّثِيلةُ والنُّثالةُ‏.‏ أَبو الجراح‏:‏ هي ثَلَّة البئر ونَبِيثَتها‏.‏

والنَّثِيلةُ‏:‏ مثل النَّبِيثة، وهو تراب البئر‏.‏ وقد نَثَلْت البئر نَثْلاً

وأَنْثَلْتها‏:‏ استخرجت تُرابها‏.‏ وتقول‏:‏ حُفْرتك نَثَل، بالتحريك، أَي

محفورة‏.‏ ونَثَل كِنانته نَثْلاً‏:‏ استخرج ما فيها من النَّبْل، وكذلك إِذا

نفضت ما في الجراب من الزاد‏.‏ وفي حديث صهيب‏:‏ وانْتَثَل ما في كِنانته أَي

استخرج ما فيها من السِّهام‏.‏ وتَناثَل الناسُ إِليه أَي انصبُّوا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَيُحِبُّ أَحدكم أَن تُؤتى مَشْرُبَتُه فيُنْتَثَل ما فيها‏؟‏ أَي

يُستخرج ويؤخذ‏.‏ وفي حديث الشعبي‏:‏ أَما تَرى حُفْرتك تُنْثَل أَي يستخرج

تُرابها، يريد القَبْر‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ ذهب رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، وأَنتم تَنْتَثِلونَها، يعني الأَموالَ وما فتح عليهم من زَهْرة

الدنيا‏.‏ ونَثَل الفرسُ يَنْثُل، فهو مِنْثَلٌ‏:‏ راثَ؛ قال يصف

بِرْذَوْناً‏:‏ثَقِيلٌ على مَنْ ساسه، غير أَنه

مِثَلٌّ على آرِيَّهِ الرَّوْثَ، مِنْثَلُ

وقد تقدم مِثَلٌّ؛ قال أَبو منصور‏:‏ أَراد الحافِر كأَنه دابَّة ذات

حافِر من الخيل والبِغال والحمير‏.‏ وقوله ثَلَّ ونَثَل أَي راثَ‏.‏ والنَّثِيلُ‏:‏

الرَّوْث‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ ولَعَمْري إِن هذا لَمِمَّا يقوّي رواية من روى الرَّوْثَ، بالنصب، قال الأَحمر‏:‏ يقال لكل حافِر ثَلَّ ونَثَلَ إِذا

راث‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ بين نَثِيلِه ومُعْتَلَفِه؛ النثيلُ‏:‏

الروث؛ ومنه حديث ابن عبد العزيز‏:‏ أَنه دخل داراً فيها رَوْث فقال أَلاَّ

كَنَسْتم هذا النَّثِيل‏؟‏ وكان لا يسمي قبيحاً بقَبِيح‏.‏ ونَثَل اللحمَ في القدر يَنْثِلُه‏:‏ وضعه فيها مقطَّعاً‏.‏ ومَرَةٌ نَثُول‏:‏ تفعَل ذلك كثيراً؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

إِذ قالتِ النَّثُولُ للْجَمُولِ‏:‏

يا ابْنَةَ شَحْمٍ، في المَريءِ بُولي

أَي أَبشري بهذه الشَّحْمة المَجْمُولة الذائبة في حَلْقك؛ قال ابن سيدَه‏:‏ وهذا تفسير ضعيف لأَن الشحمة لا تسمى جَمُولاً، إِنما الجَمُول

المُذِيبةُ لها، قال‏:‏ وأَيضاً فإِن هذا التفسير الذي فسر ابن الأَعرابي هذا

البيت إِذا تؤمَّل كان مُسْتَحيلاً؛ وقال الأَصمَعي في قول ابن مقبل يصف

ناقة‏:‏

مُسامِيةً خَوْصاء ذات نَثِيلَةٍ، إِذا كان قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا

قال‏:‏ مسامية تسامِي خطامَها الطريقَ تنظُر إِليه، وذات نَثيلة أَي ذات

بقيَّة من شَدِّه، وقَيْدامُ المَجَرَّةِ‏:‏ أَوَّلها وما تقدَّم منها، والأَقْودُ‏:‏ المستطيلُ‏.‏

والنَّثْلةُ‏:‏ الدِّرْع عامة، وقيل‏:‏ هي السابغة منها، وقيل‏:‏ هي الواسعة

منها مثل النَّثْرةِ‏.‏ ونَثَل عليه دِرْعه يَنْثُلُها

صَبَّها‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال قد نَثَلَ دِرْعه أَي

أَلقاها عنه، ولا يقال نَثَرها‏.‏ وفي حديث طلحة‏:‏ أَنه كان يَنْثُلِ دِرْعه

إِذ جاءه سهم فوقع في نَحْرِه، أَي يَصُبُّها عليه ويلبسها‏.‏ والنَّثْلة‏:‏

النُّقْرة التي بين السَّبَلَتَيْن في وسَطِ ظاهر الشفة العُلْيا‏.‏

وناقة ذات نَثِيلة، بالهاء، أَي ذات لحم، وقيل‏:‏ هي ذات بقيَّة من شحم‏.‏

والمِنْثَلة‏:‏ الزَّنْبِيلُ، والله أَعلم‏.‏

نجل‏:‏ النَّجْل‏:‏ النَّسْل‏.‏ المحكم‏:‏ النَّجْل الولد، وقد نَجَل به أَبوه

يَنْجُل نَجْلاً ونَجَلَه أَي ولَدَه؛ قال الأَعشى‏:‏

أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ به، إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم ما نَجَلا

قال الفارسي‏:‏ معنى والداه به كما تقول أَنا بالله وبِكَ‏.‏ والناجِلُ‏:‏

الكريم النَّجْل، وأَنشد البيت، وقال‏:‏ أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه في زمانه، والكلام مقدَّم ومؤخَّر‏.‏ والانْتِجالُ‏:‏ اختيار النَّجْل؛ قال‏:‏

وانْتَجَلُوا من خير فَحْلٍ يُنْتَجَلْ

والنَّجْل‏:‏ الوالد أَيضاً، ضدّ؛ حكى ذلك أَبو القاسم الزجاجي في نوادره‏.‏

يقال‏:‏ قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه‏.‏ وفي حديث الزهري‏:‏ كان له كَلْب صائد يطلب

لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي ولدها‏.‏ والنَّجْل‏:‏ الرمي بالشيء، وقد

نَجَل به ونَجَله؛ قال امرؤ القيس‏:‏

كأَنَّ الحَصَى من خَلْفها وأَمامِها، إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرَا

وقد نجَل الشيءَ أَي رمَى به‏.‏ والناقة تَنْجُل الحَصَى مَناسِمُها

نَجْلاً أَي ترمِي به وتدفعه‏.‏ ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضربته بمقدَّم

رجلك فتدحرج‏.‏ يقال‏:‏ من نَجَل الناس نَجَلوه أَي من شارَّهم شارُّوه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من نَجَل الناس نَجَلوه أَي مَنْ عاب الناس عابوه ومَنْ سَبَّهم

سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ، وقد

صُحِّف هذا الحرف فقيل فيه‏:‏ نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه، فهو ينْحَله

يُسابُّه؛ وأَنشد لطرفة‏:‏

فَذَرْ ذَا، وَانْحَل النُّعْمان قَوْلاً، كنَحْتِ الفَأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قال الأَزهري‏:‏ قوله نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه باطل وهو تصحيف

لِنَجَل فلان فلاناً إِذا قَطَعه بالغيبةِ؛ قال الأَزهري‏:‏ قاله لليث بالحاء

وهو تصحيف‏.‏

والنَّجْل والفَرْض معناهما القَطْع؛ ومنه قيل للحديدة ذات الأَسنان‏:‏

مِنْجَل، والمِنْجَل ما يُحْصَد به‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وتُتَّخَذ السُّيوف

مَناجِل؛ أَراد أَن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة، والميم

زائدة‏.‏ والمِنْجَل‏:‏ المِطْرَد؛ قال مسعود بن وكيع‏:‏

قد حَشَّها الليل بِحادٍ مِنْجَلِ

أَي مِطْرَد يَنْجلها أَي يسرع بها‏.‏ والمِنْجَل‏:‏ الذي يقضَب به العود من الشجر فيُنْجَل به أَي يرمَى به؛ قال سيبويه‏:‏ وهذا الضرب مما يُعتمل به مكسور الأَول، كانت فيه الهاء أَو لم تكن؛ واستعاره بعض الشعراء لأَسْنان

الإِبل فقال‏:‏

إِذا لم يكن إِلاَّ القَتادُ، تَنَزَّعت

مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب

ابن الأَعرابي‏:‏ النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ في السابِل، وهو مِحْمَل

الطيَّانين، إِلى البَنَّاء‏.‏

ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلاً‏:‏ شقَّه‏.‏ والمَنْجُول من الجلود‏:‏ الذي

يُشق من عُرْقوبَيْه جميعاً ثم يسلَخ كما تسلخ الناس اليوم؛ قال

المُخَبَّل‏:‏وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها

مَشَقُّ إِهاب، أَوْسَع السَّلْخَ ناجِلُهْ

يعني بالرَّهْو هنا خُلَيدة بنت الزِّبْرقان، ولها حديث مذكور في موضعه‏.‏

وقد نَجَلْت الإِهاب وهو إِهابٌ مَنْجول؛ اللحياني‏:‏ المَرْجُول

والمَنْجول الذي يُسلخ من رجليه إِلى رأْسه‏.‏ أَبو السَّمَيْدع‏:‏ المَنْجول الذي

يُشقّ من رجله إِلى مذبحه، والمَرْجُول الذي يُشقّ من رجله ثم يقلَب

إِهابه‏.‏ ونَجَله بالرُّمْح يَنْجُله نَجْلاً‏:‏ طَعَنه وأَوسع شَقَّه‏.‏ وطَعْنة

نَجْلاء أَي واسعة بَيِّنة النَّجَل‏.‏ وسِنان مِنْجَل واسع الجُرْح‏.‏ وطَعْنة

نجلاء‏:‏ واسعة‏.‏ وبئر نَجْلاء المَجَمِّ‏:‏ واسِعَته؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

إِنَّ لها بئراً بِشَرْقِيِّ العَلَمْ، واسعةَ الشُّقّة، نَجْلاءَ المَجَمْ

والنَّجَل، بالتحريك‏:‏ سعة شقِّ العين مع حُسْنٍ، نَجِل نَجَلاً وهو أَنْجَل، والجمع نُجْل ونِجال، وعين نَجْلاء، والأَسد أَنْجَل‏.‏ وفي حديث

الزبير‏:‏ عينين نَجْلاويْن؛ عين نجلاء أَي واسعة‏.‏ وسنان مِنْجَل إِذا كان

يُوسِّع خرق الطعنة؛ وقال أَبو النجم‏:‏

سِنانُها مثل القُدامَى مِنْجَل

ومَزاد أَنْجَلُ‏:‏ واسع عريض‏.‏ وليل أَنْجَل‏:‏ واسع طويل قد علا كلَّ شيء

وأَلبَسَه، وليلة نَجْلاء‏.‏

والنَّجْل‏:‏ الماء السائل‏.‏ والنَّجْل‏:‏ الماءُ المُستنقِع، والولَد، والنَّزُّ، والجمع الكثير من الناس، والمَحَجَّة الواضحة، وسلْخ الجِلْد من قَفاه‏.‏ والنَّجْل أَيضاً‏:‏ إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها‏.‏

والنَّجْل‏:‏ السير الشديد والجماعة أَيضاً تَجتمع في الخير‏.‏ وروي عن عائشة، رضي الله عنها، أَنها قالت‏:‏ قَدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهي أَوْبأُ أَرض الله وكان واديها يَجْري نَجْلاً؛ أَرادت أَنه كان

نَزًّا وهو الماء القليل، تعني واديَ المدينة، ويجمع على أَنْجال؛ ومنه

حديث الحرث بن كَلْدة‏:‏ قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجال والبَعوض

أَي النُّزُوز والبَقِّ‏.‏ ويقال‏:‏ استَنْجلَ الموضع أَي كثُر به النَّجْل

وهو الماء يظهر من الأَرض‏.‏ المحكم‏:‏ النَّجْل النزّ الذي يخرج من الأَرض

والوادي، والجمع نِجال‏.‏ واستَنْجلَتِ الأَرض‏:‏ كثرت فيها النِّجال‏.‏ واستنجَل

النزَّ‏:‏ استخرجه‏.‏ واستنْجَل الوادي إِذا ظهرَ نُزُوزه‏.‏ الأَصمعي‏:‏

النَّجْل ماء يُستَنْجل من الأَرض أَي يستخرج‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ النجْل الجمع الكثير

من الناس، والنَّجْل المَحَجَّة‏.‏

ويقال للجَمَّال إِذا كان حاذقاً‏:‏ مِنْجَل؛ قال لبيد‏:‏

بِجَسْرَة تنجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ، إِذا توقَّد في الدَّيْمُومة الظُّرَر

أَي تثيرُها بخفها فترمي بها‏.‏ والنَّجْل‏:‏ مَحْوُ الصبيّ اللوح‏.‏ يقال‏:‏

نَجَل لوحَه إِذا محاه‏.‏ وفحل ناجِل‏:‏ وهو الكريم الكثير النَّجْل؛ وأَنشد‏:‏فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها، وانْتَجَلُوا من خير فحل يُنْتَجَل

وفرس ناجِل إِذا كان كريم النَّجْل‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ التَّناجُل تنازع الناس

بينهم‏.‏ وقد تناجَل القومُ بينهم إِذا تنازعوا‏.‏ وانْتَجَلَ الأَمرُ

انتِجالاً إِذا استبان ومضى‏.‏ ونَجَلْت الأَرض نَجْلاً‏:‏ شقَقْتها للزراعة‏.‏

والإِنْجِيل‏:‏ كتاب عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، يؤَنث ويذكَّر، فمن أَنث أَراد الصحيفة، ومن ذكَّر أَراد الكتاب‏.‏ وفي صفة الصحابة، رضي الله عنهم‏:‏ معه قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم؛ هو جمع إِنجيل، وهو اسم كتاب الله المنزَّلِ على عيسى، عليه السلام، وهو اسم عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ، وقيل‏:‏ هو عربي، يريد أَنهم يقرؤون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في صدورهم حِفظاً، وكان أَهل الكتاب إِنما يقرؤون كتبهم في الصحف ولا يكاد أَحدهم

يجمعها حفظاً إِلا القليل، وفي رواية‏:‏ وأَناجِيلهم في صدورهم أَي أن كتُبَهم محفوظة فيه‏.‏ والإِنْجيل‏:‏ مثل الإِكْلِيل والإِخْرِيط، وقيل اشتقاقه

من النَّجْل الذي هو الأَصل، يقال‏:‏ هو كريم النَّجْل أَي الأَصل

والطَّبْع، وهو من الفِعل إِفْعِيل‏.‏ وقرأَ الحسن‏:‏ وليحكُم أَهل الأَنْجِيل، بفتح

الهمزة، وليس هذا المثال من كلام العرب‏.‏ قال الزجاج‏:‏ وللقائل أَن يقول

هو اسم أَعجمي فلا يُنكَر أَن يقع بفتح الهمزة لأَن كثيراً من الأَمثلة

العجمية يخالف الأَمثلةَ العربية نحو آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل‏.‏

والنَّجِيل‏:‏ ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف، والجمع نُجُل‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏

هو خير الحَمْض كله وأَلْيَنُه على السائمة‏.‏ وأَنْجَلوا دوابَّهم‏:‏

أَرسلوها في النَّجِيل‏.‏ والنَّواجِلُ من الإِبل‏:‏ التي ترعَى النجيل، وهو الهَرْم من الحَمْض‏.‏ ونَجَلَتِ الأَرض‏:‏ اخْضرَّتْ‏.‏ والنَّجِيل‏:‏ ما تكسَّر من ورَق الهَرْم، وهو ضرْب من الحَمْض؛ قال أَبو خراش يصف ماءً آجِناً‏:‏

يُفَجِّين بالأَيْدي على ظهر آجِنٍ، له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المِنْجَل السائق الحاذِق، والمِنْجَل الذي يمحو أَلْواح

الصِّبْيان، والمِنْجَل الزرع الملتفُّ المُزْدَجُّ، والمِنْجَل الرجل

الكثير الأَولاد، والمِنْجَل البعير الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه‏.‏

والصَّحْصَحانُ الأَنْجل‏:‏ هو الواسع‏.‏ ونَجَلْت الشيء أَي استخرجْته‏.‏

ومَناجِلُ‏:‏ اسم موضع؛ قال لبيد‏:‏

وجادَ رَهْوَى إِلى مَناجِلَ فالـ *** ـصَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

نحل‏:‏ النَّحْل‏:‏ ذُباب العسل، واحدته نَحْلة‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهَى عن قَتْل النَّحْلة والنَّمْلة والصُّرَد

والهُدْهُد؛ وروي عن إِبراهيم الحربي أَنه قال‏:‏ إِنما نهى عن قتلهنَّ

لأَنهنَّ لا يؤْذِين الناسَ، وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس، ليس

هي مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره، قيل له‏:‏

فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل‏؟‏ قال‏:‏ النَّمْلة لا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذر، قيل

له‏:‏ إِذا عضَّت الذرة تُقتَل‏؟‏ قال‏:‏ إِذا آذَتْك فاقتلها‏.‏ والنَّحْل‏:‏

دَبْر العسل، الواحدة نحلة‏.‏ وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل‏:‏ وأَوحَى

ربُّك إِلى النَّحْل؛ جائز أَن يكون سمي نَحْلاً لأَن الله عز وجل نَحَل

الناسَ العسلَ الذي يخرج من بطونها‏.‏ وقال غيره من أَهل العربية‏:‏

النَّحْل يذكَّر ويؤنث وقد أَنثها الله عز وجل فقال‏:‏ أَنِ اتَّخِذِي من الجِبال

بيوتاً؛ ومن ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لفظه مذكر، ومن أَنثه فلأَنه جمع

نَحْلة‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة؛ المشهور في الرواية بالخاء المعجمة، وهي واحدة النَّخْل، وروي بالحاء المهملة، يريد

نَحْلة العسل، ووجه المشابهة بينهما حِذْق النَّحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه

وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه في الليل وتنزُّهه عن الأَقذار وطيبُ

أَكله وأَنه لا يأْكل من كسب غيره ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره؛ وإن للنَّحْل آفاتٍ تقطعه عن عمله منها‏:‏ الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ والماء

والنارُ، وكذلك المؤْمن له آفات تفتِّره عن عمله‏:‏ ظلمةُ الغفلة وغيمُ

الشكّ وريحُ الفتنة ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى‏.‏ الجوهري‏:‏

النَّحْل والنحْلة الدَّبْر، يقع على الذكر والأُنثى حتى تقول يَعْسُوب‏.‏

والنَّحْل‏:‏ الناحِلُ؛ وقال ذو الرمة‏:‏

يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها‏.‏

ونَحِل جسمُه ونَحَل يَنْحَل ويَنْحُل نُحولاً، فهو ناحِل‏:‏ ذهَب من مرض

أَو سفَر، والفتح أَفصح؛ وقول أَبي ذؤَيب‏:‏

وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

بأَطْرافها، حتى استَدقَّ نُحولُها

إِنما أَراد ناحِلها، فوضع المصدر موضع الاسم، وقد يكون جمع ناحِل كأَنه

جعل كل طائفة من العظم ناحِلاً، ثم جمعه على فُعُول كشاهِد وشُهود، ورجل

نَحِيل من قوم نَحْلَى وناحِل، والأُنثى ناحِلة، ونساءٌ نَواحِل ورجال

نُحَّل‏.‏ وفي حديث أُم معبَد‏:‏ لم تَعِبْه نحْلَة أَي دِقَّة وهُزال‏.‏

والنُّحْل الاسم؛ قال القتيبي‏:‏ لم أَسمع بالنُّحْل في غير هذا الموضع إِلا في العَطِيَّة‏.‏ والنُّحُول‏:‏ الهُزال، وأَنْحَله الهمُّ، وجملٌ ناحِل‏:‏ مهزول

دَقِيقٌ‏.‏ وجمل ناحِل‏:‏ رقيق‏.‏ والنواحِلُ‏:‏ السيوف التي رقَّت ظُباها من كثرة

الاستعمال‏.‏ وسيف ناحل‏:‏ رقيق، على المَثل؛ وقول ذي الرمة‏:‏

أَلم تَعْلَمِي، يا مَيُّ، أَنَّا وبيننا

مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتالُها

هو جمع ناحِل، جعل كل جزءٍ منها ناحِلاً؛ قال ابن سيده‏:‏ وهو عندي اسم

للجمع لأَن فاعِلاً ليس مما يكسَّر على فَعْل، قال‏:‏ ولم أَسمع به إِلا في هذا البيت‏.‏ الأَزهري‏:‏ السيف الناحِل الذي فيه فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بعد

أُخرى حتى يَرِقَّ ويذهب أَثَرُ فُلُوله، وذلك أَنه إِذا ضُرِب به فصَمَّم

انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عليه بالمَداوِس والصَّقْل حتى تَذهب فُلوله؛ ومنه قول الأَعشى‏:‏

مَضارِبُها، من طُول ما ضَرَبوا بها، ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين، نَواحِلُ

وقمرٌ ناحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس‏.‏ ونَحْلةُ‏:‏ فرس سُبَيْع بن الخَطِيم‏.‏

والنُّحْل، بالضم‏:‏ إِعْطاؤُك الإِنسانَ شيئاً بلا اسْتِعاضةٍ، وعمَّ به بعضهم جميعَ أَنواع العَطاء، وقيل‏:‏ هو الشيء المُعْطى، وقد أَنْحَله

مالاً ونَحَله إِياه، وأَبى بعضُهم هذه الأَخيرة‏.‏ ونُحْل المرأَةِ‏:‏ مَهْرُها، والاسم النِّحْلة، تقول‏:‏ أَعطيتها مهرَها نِحْلة، بالكسر، إِذا لم تُرِد

منها عِوَضاً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ

نِحْلةً‏.‏ وقال أَبو إِسحق‏:‏ قد قيل فيه غيرُ هذا القول، قال بعضهم‏:‏ فَرِيضةً، وقال بعضهم‏:‏ دِيانةً، كما تقول فلان يَنْتَحِل كذا وكذا أَي يَدِينُ به، وقيل‏:‏ نِحْلةً أَي دِيناً وتَدَيُّناً، وقيل‏:‏ أَراد هِبةً، وقال بعضهم‏:‏ هي

نِحْلة من الله لهنَّ أَن جعل على الرجل الصَّداق ولم يجعل على المرأَة

شيئاً من الغُرْم، فتلك نِحْلة من الله للنِّساء‏.‏ ونَحَلْت الرجلَ

والمرأَةَ إِذا وهبت له نِحْلة ونُحْلاً، ومثلُ نِحْلة ونُحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ‏.‏

وفي التهذيب‏:‏ والصداقُ فرض لأَن أَهل الجاهلية كانوا لا يُعطون النساء

من مُهورِهنَّ شيئاً، فقال الله تعالى‏:‏ وآتوا النساء صَدُقاتِهنَّ نحلة، هبة من الله للنساء فريضة لهنَّ على الأَزواج، كان أَهل الجاهلية إِذا

زوَّج الرجل ابنته استَجْعل لنفسه جُعْلاً يسمَّى الحُلْوان، وكانوا يسمون

ذلك الشيء الذي يأْخذه النافِجَة، كانوا يقولون بارك الله لك في النافِجَة

فجعل الله الصَّدُقة للنساء فأَبطل فعلَهم‏.‏ الجوهري‏:‏ النُّحْل، بالضم، مصدر قولك نَحَلْته من العطيَّة أَنْحَلُه نُحْلاً، بالضم‏.‏ والنِّحْلة، بالكسر‏:‏ العطيَّة‏.‏ والنُّحْلى‏:‏ العطية، على فُعْلى‏.‏ ونَحَلْتُ المرأَة

مهرَها عن طِيب نفس من غير مطالبة أَنْحَلُها، ويقال من غير أَن يأْخذ عوضاً، يقال‏:‏ أَعطاها مهرَها نِحْلةً، بالكسر؛ وقال أَبو عمرو‏:‏ هي التسمية أن يقول نَحَلْتُها كذا وكذا ويَحُدّ الصداق ويُبَيِّنه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما

نَحَلَ والدٌ ولداً من نُحْلٍ أَفضَل من أَدبٍ حَسَنٍ؛ النُّحْلُ‏:‏ العطية

والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ إِذا بلغ بنو

أَبي العاص ثلاثين كان مالُ الله نُحْلاً؛ أَراد يصير الفيء عطاء من غير

استحقاق على الإِيثار والتخصيص‏.‏ المحكم‏:‏ وأَنْحَلَ ولدَه مالاً ونَحَله

خصَّه بشيء منه، والنُّحْل والنُّحْلانُ اسم ذلك الشيء المعطى‏.‏

والنِّحْلةُ‏:‏ الدَّعْوَى‏.‏ وانْتَحَل فلانٌ شِعْر فلانٍ‏.‏ أَو قالَ فلانٍ

إِذا ادّعاه أَنه قائلُه‏.‏ وتَنَحَّلَه‏:‏ ادَّعاه وهو لغيره‏.‏ وفي الخبر‏:‏

أَنَّ عُرْوَة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة بن مسعود دَخلا على عمر بن عبد

العزيز، وهو يومئذ أَمير المدينة، فجرى بينهم الحديث حتى قال عُرْوَة في شيء جرى من ذِكْر عائشة وابن الزبير‏:‏ سمعت عائشة تقول ما أَحْبَبْتُ

أَحداً حُبِّي عبدَ الله بنَ الزبير، لا أَعني رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، ولا أَبَوَيَّ، فقال له عمر‏:‏ إِنكم لتَنْتَحِلون عائشة لابن الزبير

انْتِحال مَنْ لا يَرَى لأَحد معه فيها نصيباً فاستعاره لها؛ وقال ابن هَرْمة‏:‏

ولم أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فيها، ولم تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ

ونَحَله القولَ يَنْحَله نَحْلاً‏:‏ نَسَبه إِليه‏.‏ ونَحَلْتُه القولَ

أَنْحَلُه نَحْلاً، بالفتح‏:‏ إِذا أَضَفْت إِليه قولاً قاله غيره وادّعيتَه

عليه‏.‏ وفلان يَنْتَحِلُ مذهبَ كذا وقبيلةَ كذا إِذا انتسب إِليه‏.‏ ويقال‏:‏

نُحِل الشاعرُ قصيدة إِذا نُسِبَت إِليه وهي من قِيلِ غيره؛ وقال الأَعشى

في الانتحال‏:‏

فكيْفَ أَنا وانتِحالي القَوا

فِيَ، بَعدَ المَشِيب، كفَى ذاك عارا

وقَيَّدَني الشِّعْرُ في بيتِه، كما قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا

أَراد انتِحالي القوافيَ فدَلَّت كسرة الفاء من القوافي على سقوط الياء

فحذفها، كما قال الله عز وجل‏:‏ وجِفانٍ كالجوابِ، وتَنَحَّلَه مثلُه؛ قال

الفرزدق‏:‏

إِذا ما قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً، تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ

وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى في قولهم انْتَحَلَ فلانٌ كذا وكذا‏:‏

معناه قد أَلزَمَه نفْسه وجعله كالمِلْك له، وهي الهبة

والعطية يُعْطاها الإِنسانُ‏.‏ وفي حديث قتادة

بن النعمان‏:‏ كان بُشَيرُ بن أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ ويهجو به أَصحابَ

النبي صلى الله عليه وسلم ويَنْحَلُه بعضَ العرب أَي يَنْسُبه إِليهم من النِّحْلة وهي النِّسْبة بالباطِل‏.‏ ويقال‏:‏ ما نِحْلَتُكَ أَي ما دِينُكَ‏؟‏

الأَزهري‏:‏ الليث يقال نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه فهو يَنْحَله

يُسابُّه؛ قال طرفة‏:‏

فَدَعْ ذا، وانْحَل النُّعمانَ قَوْلاً

كنَحْت الفأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قال الأَزهري‏:‏ نَحَلَ فلانٌ فلاناً إِذا سابَّه باطلٌ، وهو تصحيف لنَجَل

فلانٌ فلاناً إِذا قطعَه بالغِيبة‏.‏ ويروى الحديث‏:‏ من نَجَل الناسَ

نَجَلوه أَي مَنْ عابَ الناس عابوه ومن سبَّهم سبُّوه، وهو مثل ما روي عن أَبي

الدرداء‏:‏ إِن قارَضْتَ الناس قارَضُوك، وإِن تَرَكْتَهم لم يَتْركوك؛ قوله‏:‏ إِن قارضتهم مأْخوذ من قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ رفَع الله الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مسلم فذلك الذي حَرِج، وقد فسر في موضعه‏.‏

نخل‏:‏ نَخَل الشيءَ يَنْخُله نَخْلاً وتَنَخَّله وانتَخَله‏:‏ صَفَّاه

واختارَه؛ وكل ما صُفِّيَ ليُعْزَل لُبابُه فقد انتُخِل وتُنُخِّل، والنُّخالة‏:‏ ما تُنُخِّل منه‏.‏ والنَّخْل‏:‏ تَنْخِيلُك الدقيقَ بالمُنْخُل لِتَعْزِل

نخالته عن لُبابه‏.‏ والنُّخالة أَيضاً‏:‏ ما نُخِل من الدقيق‏.‏ ونَخْلُ

الدقيق‏:‏ غَرْبَلتُه‏.‏ والنُّخالة أَيضاً‏:‏ ما بَقي في المُنْخُل مما يُنْخَل؛ حكاه أَبو حنيفة، قال‏:‏ وكلُّ ما نُخِل فما يبقى فلم يَنْتَحِلْ نُخالةٌ، وهذا على السلب‏.‏ والمُنْخُل والمُنْخَل‏:‏ ما يُنْخَل به، لا نظير له إِلاَّ

قولهم مُنْصُل ومُنْصَل، وهو أَحد ما جاء من الأَدوات على مُفْعل، بالضم‏.‏ وأَما قولهم فيه مُنْغُل، فعَلى البدل للمضارعة‏.‏

وانتَخَلْتُ الشيء‏:‏ استقصبت أَفضله، وتَنَخَّلْتُه‏:‏ تَخَيَّرْته‏.‏

ورجل ناخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ‏.‏ وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي أَجودَها قلت‏:‏ نَخَلْت وانْتَخَلْت، فالنَّخْل التَّصْفِية، والانتِخالُ

الاختيار لنفسك أَفضله، وكذلك التَّنَخُّل؛ وأَنشد‏:‏

تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ، ولم أَكنْ

لِغيرهمُ، فيما مضَى، أَتَنَخَّل

وانتَخَلْت الشيء‏:‏ استَقْصَيْت أَفضَله، وتنَخَّلْته‏:‏ تخيَّرته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا يقبل الله من الدعاء إِلاَّ الناخِلة أَي المنخولة الخالصة، فاعلة بمعنى مفعولة كماءٍ دافِق؛ وفيه أَيضاً‏:‏ لا يقبلُ الله إِلا نخائلَ

القلوب أَي النِّيّات الخالصة‏.‏ يقال‏:‏ نخَلْتُ له النصيحة إِذا أَخلصتها‏.‏

والنَّخْلُ‏:‏ تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق؛ تقول‏:‏ انتَخَلتْ ليلتُنا الثلجَ أَو

مطراً غير جَوْد‏.‏ والسَّحاب يَنْخُل البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه‏.‏

والنَّخلة‏:‏ شجرة التمر، الجمع نَخْل ونَخِيل وثلاث نَخَلات، واستعار

أَبو حنيفة النخْلَ لشجر النارَجيل تحمِل كَبائِس فيها الفَوْفَل

أَمثال التمر؛ وقال مرة يصف شجر الكاذِي‏:‏ هو نخْلة في كل شيء من حِليتها، وإِنما يريد في كل ذلك أَنه يشبه النَّخْلة، قال‏:‏ وأَهل الحجاز يؤنثون النخل؛ وفي التنزيل العزيز‏:‏ والنخلُ ذاتُ الأَكمام؛ وأَهل نجد يذكِّرون؛ قال الشاعر في تذكيره‏:‏

كنَخْل من الأَعْراض غير مُنَبَّقِ

قال‏:‏ وقد يُشْبِه غيرُ النَّخْل في النِّبْتة النَّخْلَ ولا يسمى شيء

منه نَخْلاً كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم‏.‏

وفي حديث ابن عمر‏:‏ مَثَل المؤمن كمثَل النَّحْلة، والمشهور في الرواية‏:‏

كمثل النَّخْلة؛ بالخاء المعجمة، وهي واحدة النَّخْل، وروي بالحاء

المهملة، يريد نحْلة العسَل، وقد تقدم‏.‏ وأَبو نَخْلة‏:‏ كنية؛ قال أَنشده بن جني

عن أَبي علي‏:‏

أُطْلُبْ، أَبا نخْلة، مَنْ يأْبُوكا

فقد سأَلنا عنك مَنْ يَعْزُوكا

إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا

وأَبو نُخَيلة‏:‏ شاعر معروف كُنِّي بذلك لأَنه وُلِد عند جِذْع نخلة، وقيل‏:‏ لأَنه كانت له نُخَيْلة يَعْتَهِدها؛ وسماه بَخْدَجٌ الشاعر

النُّخَيْلات فقال يهجوه‏:‏

لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا

مِنِّي، وشَلاًّ لِلِّئام مِشْقَذا‏.‏

ونَخْلة‏:‏ موضع؛ أَنشد الأَخفش‏:‏

يا نخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ، تَطاوَلي ما شئتِ أَن تَطاوَلي، إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ

جمع بين الكسرة والفتحة‏.‏ ونُخَيْلةُ‏:‏ موضع بالبادية‏.‏ وبَطن نَخْلة

بالحجاز‏:‏ موضع بين مكة والطائف‏.‏ ونَخْل‏:‏ ماءٌ معروف‏.‏ وعَين نَخْل‏:‏ موضع؛ قال‏:‏من المتعرِّضات بعَيْن نخْل، كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ

وذو النُّخَيْل‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

قَدَرٌ أَحَلَّكِ ذا النُّخَيْل، وقد أَرى

وأبيَّ مالكِ ذو النُّخَيْل بدار‏.‏

أَبو منصور‏:‏ في بلاد العرب واديان يُعرفان بالنَّخْلتَين‏:‏ أَحدهما

باليمامة ويأْخذ إِلى قُرى الطائف، والآخر يأْخذ إِلى ذات عِرْق‏.‏

والمُنَخَّل، بفتح الخاء مشددة‏:‏ اسم شاعر؛ ومن أَمثال العرب في الغائب

الذي لا يُرْجى إِيابُه‏:‏ حتى يَؤُوبَ المُنَخَّل، كما يقال‏:‏ حتى يؤُوبَ

القارِظ العَنزيّ؛ قال الأَصمعي‏:‏ المُنَخَّل رجل أُرسل في حاجة فلم يرجِع، فصار مثلاً يضرب في كل من لا يرجى؛ يقال‏:‏ لا أَفعله حتى يؤُوب المنَخَّل‏.‏

والمتنخِّل‏:‏ لقب شاعر من هذيل، وهو مالك بن عُوَيمِر أَخي بني لِحْيان

من هذيل‏.‏ وبنو نَخْلان‏:‏ بطن من ذي الكَلاع؛ وقول الشاعر‏:‏

رأَيتُ بها قضيباً فوق دِعْصٍ، عليه النَّخْل أَيْنَع والكُروم

فالنَّخْل قالوا‏:‏ ضرْب من الحُليّ، والكُرومُ‏:‏ القلائد، والله أَعلم‏.‏

ندل‏:‏ النَّدْل‏:‏ نَقْل الشيء واحتِجانُه‏.‏ الجوهري‏:‏ النَّدْل النَّقْل

والاختلاس‏.‏

المحكم‏:‏ نَدَل الشيءَ نَدْلاً نقَله من موضع إِلى آخر، ونَدَل التمرَ من الجُلَّة، والخُبزَ من السُّفْرة يَنْدُله نَدْلاً غرَف منهما بكفِّه

جمعاء كُتَلاً، وقيل‏:‏ هو الغَرْف باليدين جميعاً، والرجل مِنْدَل، بكسر

الميم؛ وقال يصف رَكْباً ويمدح قوم دارِين بالجُود‏:‏

يَمُرُّون بالدَّهْنا خِفافاً عِيابُهم، ويَخْرُجْن من دارِينَ بُجْرَ الحَقائب

على حينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورِهم، فَنَدْلاً زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالب

يقول‏:‏ انْدُلي يا زُرَيْقُ، وهي قبيلة، نَدْلَ الثعالِب، يريد

السُّرْعة؛ والعرب تقول‏:‏ أَكْسَبُ من ثعلب؛ قال ابن بري‏:‏ وقيل في هذا الشاعر إِنه

يصِف قوماً لُصوصاً يأْتون من دارِين فيسرقون ويَمْلؤُون حَقائبهم ثم يفرِّغونها ويعودون إِلى دارين، وقيل‏:‏ يصف تُجَّاراً، وقوله على حين أَلهى

الناسَ جُلُّ أُمورهم‏:‏ يريد حين اشتغل الناس بالفِتَن والحروب، والبُجْرُ‏:‏

جمع أَبْجَر وهو العظيم البطن، والنَّدْل‏:‏ التَّناوُل؛ وبه فسر بعضهم

قوله‏:‏ فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ‏.‏

ويقال‏:‏ انتَدَلْت المال وانْتَبَلْته أَي احتملته‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ النُّدُل‏.‏ خَدَم الدعوة؛ قال الأَزهري‏:‏ سُمُّوا نُدُلاً لأَنهم

ينقُلون الطعام إِلى مَنْ حضر الدَّعْوة‏.‏

ونَدَلْت الدَّلْوَ إِذا أَخرجتها من البئر‏.‏ والنَّدْلُ‏:‏ شبه الوَسَخ

ونَدِلَت يدُه

نَدَلاً غمِرت‏.‏

والمِنْدِيلُ والمَنْديلُ نادر والمِنْدَل، كله‏:‏ الذي يُتَمَسَّح به، قيل‏:‏ هو من النَّدْل الذي هو الوسخ، وقيل‏:‏ إِنما اشتقاقه من النَّدْل الذي

هو التناول؛ قال الليث‏:‏ النَّدْل كأَنه الوسخ من غير استعمال في العربية، وقد تَنَدَّل به وتَمَنْدَل؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وأَنكر الكسائي تَمَنْدَل‏.‏

وتَنَدَّلْت بالمِنْدِيل وتَمَنْدَلْت أَي تمسَّحت به من أَثر الوَضوء

أَو الطَّهور؛ قال‏:‏ والمِنْدِيلُ، على تقدير مِفْعِيل، اسم لما يمسَح به، قال‏:‏ ويقال أَيضاً تَمَنْدَلْت‏.‏

والمَنْدَل‏.‏

والمَنْقَل‏:‏ الخُفّ؛ عن ابن الأَعرابي، يجوز أَن يكون من النَّدْل الذي

هو الوسخ لأَنه يَقِي رجل لابسه الوسخ، ويجوز أَن يكون من النَّدْل الذي

هو التَّناوُل لأَنه يُتناوَل لِلُّبْس؛ قال ابن سيده‏:‏ وقوله أَنشده أَبو

زيد‏:‏

بِتْنا وباتَ سقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا، عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ

قال‏:‏ يجوز أَن يعني به امرأَة فيكون فَعُولاً من النَّدْل الذي هو شبيه

الوسخ، وإِنما سماها بذلك لوسخها، وقد يجوز أَن يكون عنى به رجلاً، وأن يكون عنى به الضبُع، وأَن يكون عنى كلبة أَو لَبُوءَةً، أَو أَن يكون

موضعاً‏.‏

والمُنَوْدِل‏:‏ الشيخ المُضْطَرِب من الكِبَر‏.‏ ونَوْدَل الرجلُ‏:‏ اضطرب من الكِبَر‏.‏

ومَنْدَل‏:‏ بلدٌ بالهند‏.‏ والمَنْدَلِيُّ من العُود‏:‏ أَجودُه نُسِب إِلى

مَنْدَل، هذا البلدِ الهِنْدِيِّ، وقيل‏:‏ المَنْدَل والمَنْدَلِيُّ عودُ

الطيب الذي يُتبخَّر به من غير أَن يُخَصَّ ببلد؛ وأَنشد الفراء للعُجير

السلولي‏:‏

إِذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها

ذَكِيُّ الشَّذَا، والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّر‏.‏

يعني العُود‏.‏ قال المبرّد‏:‏ المَنْدَل العود الرطْب وهو المَنْدَلِيُّ؛ قال الأَزهري‏:‏ هو عندي رباعي لأَن الميم أَصلية لا أَدري أَعربيّ هو أَو

معرب، والمُطَيَّر‏:‏ الذي سطعتْ رائحته وتفَرَّقت‏.‏ والمَنْدَلِيُّ‏:‏ عِطْر

ينسب إِلى المَنْدَل، وهي من بلاد الهند؛ قال ابن بري‏:‏ الصواب أَن يقول

والمَنْدَليُّ عود يُنْسَب إِلى مَنْدَل لأَن منْدَلَ اسم علم لموضع بالهند

يُجْلَب منه العود، وكذلك قَمارِ؛ قال ابن هرمة‏:‏

كأَنَّ الركْبَ، إِذ طَرَقَتْك، باتُوا

بِمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قَمارِ

وقَمارِ عُوده دون عُودِ مَنْدَل؛ قال‏:‏ وشاهده قول كثيِّر يصف ناراً‏:‏

إِذا ما خَبَتْ من آخِر الليل خَبْوَةً، أُعِيد إِليها المَنْدَلِيّ فَتثقُب

وقد يقع المَنْدَل على العود، على إِرادة ياءي النسب وحذفهما ضرورة، فيقال‏:‏ تبخَّرت بالمَنْدَل وهو يريد المَنْدَليَّ على حدّ قول رؤبة‏:‏

بل بَلَدٍ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ، لا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه

يريد جَهْرَميُّه، قال‏:‏ ويدلك على صحة ذلك دخول الأَلف واللام في المَنْدَل؛ قال عمر بن أَبي ربيعة‏:‏

لِمَنْ نارٌ، قُبَيْلَ الصُّبـ *** ـحِ عندَ البيت، ما تَخْبُو‏؟‏

إِذا ما أُوقِدَتْ يُلْقَى، عليها، المَنْدَلُ الرَّطْبُ

ويروى‏:‏ إِذا أُخْمِدَتْ؛ وقال كثير‏:‏

بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً، وقد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها

قال ابن بري‏:‏ وحكى زبير أَن مدنية قالت لكُثيِّر‏:‏ فضَّ الله فاك أَنت

القائل‏:‏

بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً، وقد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها

فقال‏:‏ نعم قالت‏:‏ أَرأَيت لو أَن زِنْجِيَّة بخَّرت أَردانَها بمَنْدَل

رطْب أَما كانت تَطِيب‏؟‏ هلاَّ قلت كما قال سيدكم امرؤ القيس‏:‏

أَلم تَرَياني كلَّما جئتُ طارقاً، وجدتُ بها طِيباً، وإِن لم تَطَيَّب‏؟‏

والنَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ‏:‏ الكابوسُ؛ عن الفارسي، وقيل‏:‏ هو مثل

الكابوس؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

تِفْرِجة القَلْب قليل النَّيْلْ، يُلْقى عليه النَّيْدُلان باللَّيْلْ

وقال آخر‏:‏

أُنْجُ نَجاء من غَرِير مَكْبولْ، يُلْقَى عليه النَّيْدُلانُ والغُولْ

والنِّئْدُلان‏:‏ كالنَّيْدُلان؛ قال ابن جني‏:‏ همزته زائدة؛ قال‏:‏ حدَّثني

بذلك أَبو علي، قال ابن بري‏:‏ ومن هذا الفصل النَّأْدَل والنِّئْدَل

الكابوس، قال‏:‏ والهمزة زائدة لقولهم النَّيْدُلان‏.‏

أبو زيد في كتابه في النوادر‏:‏ نَوْدَلَتْ خْصْياه نَوْدَلةً إِذا

استرختا، يقال‏:‏ جاء مُنَوْدِلاً خُصْياه؛ قال الراجز‏:‏

كأَنَّ خُصْيَيْهِ، إِذا ما نَوْدَلا، أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا

الأَصمعي‏:‏ مشَى الرجل مُنَوْدِلاً إِذا مشى مُسْترخِياً؛ وأَنشد‏:‏

مُنَوْدِل الخُصْيَيْن رِخْو المشْرَجِ

ابن بري‏:‏ ويقال رجل نَوْدَل

، قال الشاعر‏:‏

فازَتْ خليلةُ نَوْدَلٍ بِهَبَنْقَعٍ

رِخْوِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشوَّى

واندالَ بطنُ الإِنسان والدابةِ إِذا سال؛ قال ابن بري‏:‏ انْدال وزنه

انْفَعَل، فنونه زائدة وليست أَصلية، قال‏:‏ فحقه أَن يذكر في فصل دول، وقد

ذكر هناك‏.‏ ويقال للسقاء إِذا تمخّض‏:‏ هو يُهَوْذِل ويُنَوْدِل، الأُولى

بالذال والثانية بالدال‏.‏

والنَّوْدَلان‏:‏ الثَّدْيان‏.‏

وابنُ مَنْدَلةَ‏:‏ رجل من سادات العرب؛ قال عمرو بن جوين فيما زعم

السيرافي

، أَو امرؤ القيس

فيما حكى الفراء‏:‏

وآلَيْتُ لا أُعطي مَلِيكاً مَقادَتي، ولا سُوقةً، حتى يؤُوبَ ابنُ مَنْدَلَه

ونَوْدَل‏:‏ اسم رجل؛ أَنشد يعقوب في الأَلفاظ‏:‏

فازت خَليلةُ نَوْدَلٍ بمُكَدَّنٍ

رَخْصِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشَّوى‏.‏ والله أَعلم‏.‏